التمييز السعري (price discrimination)؛ عادةً ما يحدث التمييز بين الأسعار عندما تقدم الشركات سلعاً أو خدمات متشابهة بأسعار مختلفة وفق معايير ومتغيرات مختلفة، فضلاً عن استهداف عملاء محددين بناء على إستراتيجيات وتحليلات معينة بما في ذلك الموقع الجغرافي والطبقة الاجتماعية وجنسية المستخدمين، سوف نتعرف في هذا المقال على التمييز السعري؛ كيفية العثور على أقل سعر بالإنترنت.


سياسة التمييز السعري

تصور أن ملصق السعر على رف المتجر يمكن أن يتغير تلقائياً لمجرد أن السعر قد تغير في متجر آخر فقط، هذا بالضبط ما يحدث على الإنترنت، لا سيما أن تجار التجزئة لا يدخرون فرصة لتغيير الأسعار بناء على مستجدات السوق، علاوة على استخدام المعلومات الشخصية للمستخدمين وفرض أسعار وهمية وفق اعتبارات مختلفة للعملاء المحتملين، كما تشير الرموز البريدية وتاريخ البحث وبعض المؤشرات الأخرى إلى هذا التغير المزعوم أو التمييز السعري بين العملاء على الإنترنت، وفيما يلي أهم 6 طرق للحصول على أرخص ثمن فيه.


التصفح الخفي

شخص يضع تابلت أمام وجهه ويظهر على الشاشة الوضع المتخفي

عادة ما تستخدم مواقع الويب برامجاً تعرف باسم ملفات تعريف الارتباط لاستهداف ومراقبة نشاط المستخدمين على الإنترنت، والتي تستخدم هذا الكم الهائل من المعلومات لتحديد الأسعار وفق إستراتيجية التمييز السعري بناء على الأشياء التي رآها العملاء سابقاً، إلا أن الدخول في وضع التصفح الخفي يمنع من الوصول للبيانات الشخصية ويضطر أصحاب المتاجر إلى عرض الأسعار الحقيقية، إلى جانب أهمية مسح ذاكرة التخزين المؤقت وملفات تعريف ارتباط المتصفح في الوضع العادي.

“اقرأ أيضاً: الشراء من موقع اسوس


الدخول من متصفحات مختلفة

لا بد من البحث باستخدام أكبر عدد ممكن من متصفحات الويب بما في ذلك متصفح كروم (Chrome) و Firefox و Internet Explorer و Safari، وتغيير بيانات وكيل المستخدم الخاص بالمتصفح للاحتيال على المواقع وجعل حركة المرور على الويب تبدو من متصفحات أخرى وإصدارات مختلفة، أي كان ذلك فإنها طريقة فعالة لاختبار الأسعار دون تحميل برامج إضافية وتجنب التمييز السعري قدر الإمكان.

“اقرأ أيضاً: طرق الدفع الالكتروني


تغيير الموقع

سهم يلف الكرة الأرضية للدلالة على إمكانية تغيير الموقع الجغرافي

إذا ما أمكن إدخال رمز بريدي آخر وإجراء نفس البحث ومقارنة النتائج التي سرعان ما سوف تبدو مختلفة بشكل كبير، نتيجة التمييز السعري وفرض رسوم إضافية على العملاء الذين يعيشون في مناطق مشهورة بالثراء، كما يمكننا الحصول على أقل سعر ممكن بمجرد تغيير الموقع وتزييف الاتصال بالإنترنت باستخدام شبكة افتراضية خاصة أو تغيير عنوان IP جهاز الحاسب إلى منطقة منخفضة الدخل أو مدينة أخرى.

“اقرأ أيضاً: التسوق من موقع علي اكسبرس


استخدام أجهزة مختلفة

إذا ما كنت تتسوق من جهاز حاسب شخصي فجرب البحث من هاتف ذكي أو جهاز لوحي للحصول على أفضل صفقة والعكس صحيح، فغالباً ما يرجع فرق السعر إلى العروض الحصرية للجوال، فضلاً عن أن تطبيقات الأجهزة المحمولة تقدم أسعاراً مختلفة عن مواقع الويب لتجار التجزئة في مجمل الأحيان.

“اقرأ أيضاً: أمازون برايم السعودية


تتبع الاسعار

سهم مائل على علامة الدولار للإشارة على تتبع الأسعار

لعل أداة CamelCamelCamel من أبرز أدوات تتبع الأسعار على موقع أمازون فضلاً عن إمكانية إخطار المستخدمين عند أول انخفاض على الأسعار، كذلك إن مراقبة الرسوم البيانية للأسعار يبين فيمَ إذا كان العنصر يسجل سعراً منخفضاً في أحد أيام الأسبوع بالتحديد، كما أن موقع Pricepinx يوفر فرصة تتبع الأسعار على المتاجر الإلكترونية، وتحديد المتجر الذي يقدم أقل عرض ممكن على المنتج.

“اقرأ أيضاً: معلومات عن امازون


التصفح من جهاز حاسوب

إن أكثر ما يوصى به أثناء التسوق الإلكتروني استخدام حاسب شخصي بنظام Windows بدلاً من جهاز MAC، لا سيما أن مستخدمي أجهزة MAC يميلون للحصول على دخل أعلى وإنفاق أكبر عبر الإنترنت، ولأجل هذا السبب فرضت الشركات أسعاراً عالية على هؤلاء المستخدمين، فضلاً عن توجيه مستخدمي ماك نحو خيارات أعلى سعراً في نتائج البحث والتعرض لسياسة التمييز السعري، وإخفاء الخيارات الأرخص بشكل أعمق في الصفحة كي لا يصلوا لها أبداً.

فيما صرحت صحيفة Wall Street Journal باستطلاع عام 2012 أن موقع Orbitz عرض الفنادق الفاخرة الأعلى سعراً لمستخدمي MAC مقارنة بمستخدمي أجهزة الحاسوب.


الاشتراك بالقوائم البريدية

عادةً ما يرجى من العملاء عند الزيارة الأولى لأي موقع إلكتروني خاص بالتجارة الإلكترونية أو بائعي التجزئة عبر الإنترنت تسجيل عنوان البريد الإلكتروني، وذلك من أجل سرعة وصول الرسائل الترويجية وتنبيه العملاء إلى الصفقات والتخفيضات باستمرار، فلا تنس التحقق من صندوق الوارد واستثمار هذا الخصم في عمليات الشراء.


بعدما تعرفنا على التمييز السعري (price discrimination)؛ رغم أن التمييز السعري غير مرغوب بشكل عام لما فيه من هيمنة الشركات الكبيرة على التجارة الإلكترونية وإقصاء المنافسين وتمييز العملاء وفق شرائح مختلفة واعتبارات مبنية على فروق اقتصادية، إلا أنه يعتبر جيداً وفق منظور خبراء الاقتصاد في بعض النواحي أيضاً.